أخر الأخبار
الرئيسية » السلايدر » قراءة في مقال “كارنفال الفساد السياسي”

قراءة في مقال “كارنفال الفساد السياسي”

في مقاله  سابقة “رقصة الفساد”، يقدم الكاتب الصحفي، يونس مسكين،  تحليلًا شاملاً لتقرير الهيئة الوطنية للنزاهة والوقاية من الرشوة ومحاربتها، مسلطًا الضوء على التدهور المستمر في مؤشرات الفساد في المغرب. يتناول المقال بعمق الأبعاد السياسية والاجتماعية للفساد، ويستعرض الإحصائيات والدلالات التي تكشف عن الوضع الراهن.

الفساد: من رقصة إلى كارنفال

يبدأ الكاتب بتأكيد أن التقرير الثاني للهيئة يعكس تحولا كبيرا في مفهوم الفساد من كونه ظاهرة فردية إلى “كارنفال كبير” يسيطر على مفاصل الدولة والمجتمع. هذا التحول يعكس حالة من الاستفحال للفساد في التركيبة السياسية السائدة، مما يثير قلقًا عميقًا بشأن قدرة المؤسسات على محاربته. إن استخدام تعبير “كارنفال” يعكس مدى انتشار الفساد وتعقد مظاهره، حيث يبدو وكأنه بات جزءًا لا يتجزأ من الحياة السياسية والاجتماعية.

تراجع مؤشرات الفساد

يستند الكاتب إلى إحصائيات دقيقة لتوضيح تراجع المغرب في مؤشرات الفساد. وفقًا للتقرير، فقد فقد المغرب 16 نقطة في مؤشر الفساد في السلطة التنفيذية وتراجع بمقدار 25 رتبة ليحتل الرتبة 118 عالميًا. يعكس هذا التراجع الإحباط العام لدى المواطنين، حيث يشير الكاتب إلى تزايد الربط بين الفساد وأعضاء البرلمان، نتيجة لتكرار حالات المتابعة القضائية.

الآثار الاجتماعية والاقتصادية للفساد

يبرز المقال تأثير الفساد على المجتمع، حيث يؤثر سلبًا على مبدأ تكافؤ الفرص ويعزز الفجوة الاجتماعية. يشير الكاتب إلى أن الفساد يعيد توزيع الثروة بشكل غير عادل، مما يثري فئة قليلة على حساب الأغلبية. هذه الظاهرة تتناقض مع مبادئ العدالة والمساواة، مما يثير تساؤلات حول مستقبل التنمية الاقتصادية والاجتماعية في البلاد.

انتقادات التشريعات الحالية

يُسلط الكاتب الضوء على الانتقادات التي توجه لمشروع قانون المسطرة الجنائية، الذي يمنع الجمعيات من الإبلاغ عن الفساد. يشير الكاتب إلى أن هذا القانون قد يعوق جهود المجتمع المدني في مكافحة الفساد، مما يبرز التوتر بين الحكومة والمجتمع. يتضح أن هناك حاجة ملحة لتعديل القوانين لتسهيل العمل في مجال مكافحة الفساد.

دعوة للإصلاح

ينتهي المقال بتحذير من أن الوضع الحالي قد يؤدي إلى تفشي أكبر للفساد، ويشير إلى ضرورة الإصلاحات الجذرية. يدعو الكاتب إلى تعزيز الشفافية والمساءلة، وإشراك المجتمع المدني بشكل فعال في جهود مكافحة الفساد. من الواضح أن الإصلاحات يجب أن تتجاوز الإجراءات الشكلية لتصل إلى تغييرات حقيقية في السياسات الحكومية.

بشكل عام، يُعد مقال “كرنفال الفساد السياسي” دعوة للتأمل في واقع الفساد في المغرب، ويدعو إلى التحرك العاجل لمواجهته. إن الأرقام والدلالات التي يقدمها الكاتب تعكس وضعًا معقدًا يتطلب جهدًا جماعيًا وإرادة سياسية حقيقية لإعادة بناء الثقة بين الدولة والمجتمع، وضمان مستقبل أكثر إشراقًا للمغرب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *