بات العالم الافتراضي المرتبط بالشبكة العنكبوتية حساما مسموما، و فضاء قاتلا، ناجما عن الاستعمال السلبي للانترنت ، خاصة لدى الأطفال و المراهقين. فالظهور الأول لشبكة الانترنت في نهاية القرن الماضي اقتصر على بعض مواقع المهتمة بالتواصل و التعارف، و مع التقدم التقني و المعلوماتي الهائل، بات غثاء المواقع الالكترونية بكل تجلياتها و اهتماماتها يفوق غثاء السيل الجارف، إلى أن ظهرت موجة جديدة من البرامج الالكترونية تساير تفشي الشاشات المسطحة، و اتخذت تغليفا مسموما على شكل لعب للأطفال أكثر فتكا، مسببة إيلاما و وجعا رهيبا للعائلات، لاسيما حينما توصل إلى الانتحار و الانحراف.
و لهذا فقد أصبح لزاما التصدي لهذه الظواهر الالكترونية بكل حزم عبر التوعية و التحسيس بمخاطر الاستعمال المفرط و السيئ للشبكة العنكبوتية لاسيما في صفوف المتمدرسين و المتعلمين، الذين باتوا أكثر عرضة للإيذاء، و لعل النتائج الدراسية المتدنية المحصلة شاهدة على هذا الإيذاء، إذ يجمع أباء و أولياء التلاميذ بأن أبنائهم يقضون ساعات طويلة أمام الحواسيب و الشاشات الالكترونية المسطحة، أكثر من قضاءاها أمام كتبهم و مقرراتهم.
و استشعارا بالخطر الداهم المحيط بأطفالنا و تلاميذتنا، بادر عامل إقليم الرحامنة السيد عزيز بوينيان إلى تنظيم يوم تواصلي و تحسيسي، يوم أمس الجمعة، ترجمته زيارة ميدانية إلى ثانوية الفرابي، لتعبئة شاملة لحسن استعمال الانترنت، التي يبيح الإبحار في بر الأمان، و شطآن المعرفة و التحصيل العلمي، و الابتعاد عن البرك الأسنة المورثة للتطرف و الشذوذ بكل أنواعه و التي حتما ستساهم في تعميق الهوة الثقافية و تذكي استنبات ظواهر جتماعية جديدة أكثر إيلاما.