فجر بريس
قيم الفضيلة في هذا المجتمع تكاد تنقرض إلا من رحم ربي.. لا تكاد تخرج من صدمة حتى تلج صدمة أخرى من بابها الواسع.. لن تندمل جراج حتى تفتح جراح أكثر عمقا.. تنصت بإمعان للبعض لتخرج ببصيص أمل، يأتي موقف من المواقف يكشف زيف أقوالهم ” يقولون ما لا يفعلون”.
و الحقيقة في هذا الزمان الذي اختلط به الحابل بالنابل و صار الجميع يفتي في القيم و الفضيلة التي تفتقدها أصلا قلوبهم و جوارحهم، فيبنون قصور الطهر و النبل و نسوا أنها قصورا من رمال تتناثر حباتها مع كل هبة ريح… ما يشمئز له القلب و يدعو إلى الامتعاض أن هذا الزمن أصبح فيه الكذب فضيلة و الشيطنة عملة رائجة.. متناسين أهل هذا الزمان أن الصدق مفتاح لكل الأبواب و لو كانت شائكة.. لكن القلوب لا تقوى على تقبل الحقيقة و لا تقوى على تجرع مرارتها رغم أنها تجلو النظر و تفتح البصيرة… لكن اللسان تعود على الكذب و تزييف الحقيقة رغم أن لا شئء سيعلو على صوت الحقيقة… فالباحث عن المدينة الفاضلة يغوص في بئر لجي لن يجدها في هذا العصر كما افتقدها أفلاطون في زمانه و بحث عنها و لم يجدها… ببساطة و للناس فيما يعشقون مذاهب و مذهبهم في هذا الزمان هو الكذب و نختم بقول الله عز وجل الذي لا مبدل لكلماته ” و الله يشهد إن المنافقين لكاذبون”
