في بلادنا السعيدة، حيث يقال إن الشمس تشرق بأمر من الضحك المغربي الأصيل، تحول القطاع الصحي إلى مسرحية كوميدية مفتوحة. هنا، تأتي “العليلة” من كل فجٍ عميق باحثة عن العلاج، لتجد نفسها في مواجهة نظام صحي يبدو وكأنه كُتب بسيناريو من أفلام العبث!
“مستشفياتنا”، أو كما يصفها البعض بـ”فنادق النصف نجمة”، تعج بأطباء ملائكيين يصارعون الزمن وقلة الموارد، وممرضين يمتلكون قدرة خارقة على إخفاء الألم بابتسامة… طالما لا تطلب منهم مزيداً من “المسكنات”. أما الأدوية؟ فلا بأس بأن تقوم برحلة حج صغيرة إلى الصيدليات، فقد تجدها… أو لا!
أعزائي “السياح الصحيين”، مرحباً بكم في واحة الحمامات الكبريتية الطبيعية. هنا يمكنكم أن تتذوقوا علاج “مولاي يعقوب” بمياه تصلح لتنظيف الروح قبل الجسد. وإذا كان لديكم القليل من الوقت والمال، يمكنكم تجربة العلاج بالأعشاب مع “عطار الحي” الذي يعرف أمراضكم قبل أن تنطقوا بها.
لكن، دعونا نكون واقعيين: المستشفيات الخاصة هي خيار النخبة. هناك، كل شيء متاح طالما تحمل محفظة سمينة… لأن الجراح لا يجري عمليته إلا إذا كان المريض “يعاني مالياً”!
وللأجانب الذين يأتون بحثاً عن الطب المغربي، نقول لهم: “مرحباً بكم! استمتعوا بعروضنا الحصرية؛ عملية جراحية مع إطلالة على الأطلس، أو استشارة طبية مع كوب من شاي النعناع… بالمجان طبعاً، فقط إن كان الطبيب في مزاج جيد”.
في النهاية، يبقى الأمل قائماً، وربما يوماً ما سنرى “العلاج المغربي” يُدرّس في الجامعات العالمية كنموذج مثالي لكيفية تحويل النظام الصحي إلى مادة للسخرية… والدهشة!