بالإضافة إلى معالجة الاحتياجات الفورية، سيضع المجلس رؤية مستقبلية للرقمنة في المغرب مع التركيز على الاتجاهات مثل الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء والحوسبة الكمية.
3. تشجيع الابتكار الشامل:
من خلال إنشاء أطر عمل يسهل الوصول إليها من قبل المطورين في جميع أنحاء البلاد، سيُشجع المجلس على مشاركة الشركات الناشئة مع ضمان توافقها مع الأهداف الوطنية.
4. المراقبة والتقييم:
يشرف المجلس على تنفيذ المشاريع الرقمية، ويضمن الالتزام بالمعايير ومعالجة الفجوات في الوقت المناسب.
التعلم من القادة العالميين
يواجه المغرب فرصة كبيرة لتعلم دروس قيمة من الدول الرائدة في التحول الرقمي. تُبرز دول مثل إستونيا وسنغافورة وكوريا الجنوبية كيف يمكن للاستراتيجيات الرقمية القوية، القائمة على معايير وطنية وتكامل بين الأنظمة، أن تُحدث تحولًا في الحوكمة وتقديم الخدمات.
• إستونيا:
تُعرف بأنها المجتمع الرقمي الأكثر تقدمًا في العالم، حيث أنشأت إستونيا نظام حكومة إلكترونية متكامل بالكامل، يعتمد على واجهات برمجية تُشكل الأساس لكل تفاعل رقمي. يمكن للمواطنين والشركات الوصول إلى معظم الخدمات الحكومية عبر الإنترنت، من تقديم الإقرارات الضريبية إلى خدمات الرعاية الصحية، بفضل إطار عمل مركزي وقابل للتكامل. ركزت إستونيا منذ البداية على التوافق بين الأنظمة، مما أدى إلى تحسين الكفاءة وزيادة الشفافية.
• سنغافورة:
كمركز للابتكار، نفذت سنغافورة استراتيجيتها “الأمة الذكية”، التي تركز على دمج الأدوات الرقمية في جميع جوانب الحياة العامة والخاصة. إحدى النجاحات الرئيسية كانت إنشاء نظام هوية رقمية موحد، يسمح للمقيمين بالوصول بأمان إلى الخدمات عبر منصات متعددة. كما تُركز سنغافورة على اتخاذ القرارات بناءً على البيانات، وهو أمر يمكن للمغرب اعتماده من خلال دمج أدوات تحليل البيانات لتحسين الكفاءة والاستجابة.
• كوريا الجنوبية:
معروفة ببنيتها التحتية للإنترنت عالية السرعة واعتمادها المتقدم للتكنولوجيا، تميزت كوريا الجنوبية بإنشاء حلول رقمية قابلة للتوسع. تركيزها على إنشاء أنظمة رقمية معدة للمستقبل – قادرة على دمج التقنيات الناشئة مثل الجيل الخامس والذكاء الاصطناعي – يضمن تطور الأنظمة مع تغير الاحتياجات. كما أن السلطة الرقمية المركزية تلعب دورًا حاسمًا في الحفاظ على التماسك بين القطاعات، وهو نموذج يمكن للمغرب تبنيه من خلال مجلسه المقترح على أعلى مستوى للرقمنة والذكاء الاصطناعي.
الخاتمة: الحاجة إلى قيادة جريئة لتصميم الرقمنة والذكاء الاصطناعي
بينما يبني المغرب مستقبله الرقمي، يجب علينا تجنب تكرار أخطاء الماضي. إعادة تصميم الأنظمة دون دمج المعايير الوطنية ليس فقط أمرًا غير فعال؛ بل هو فرصة ضائعة لوضع المغرب في طليعة التحول الرقمي. إنشاء مجلس على أعلى مستوى للرقمنة والذكاء الاصطناعي، مع الالتزام بالتكامل والتوحيد، سيضمن تحقيق استراتيجية “المغرب الرقمي 2030” إمكاناتها الكاملة.
بالنسبة للمغرب، الثورة الرقمية ليست مجرد تحدٍ؛ إنها فرصة لإعادة تعريف مستقبل أمتنا. من خلال التعلم من القادة العالميين والتصرف برؤية وتناسق والتزام بالتميز، يمكن للمغرب أن يثبت نفسه كقائد حقيقي في العصر الرقمي.
عبدالحليم المنصوري
حزب الاستقلال