في الذكرى 49 لتنظيم المسيرة الخضراء، يجدر بنا التأمل في أجيال الباحثين الجديدة التي توظف العقل والعلم في تناول قضية الصحراء المغربية. يأتي كتاب “وهم تقرير المصير” للباحث سمير بنيس كوثيقة مميزة تكشف زيف السرديات التي تدعمها وسائل الإعلام الغربية حول النزاع. يعتمد بنيس في تحليله على أرشيفات الأمم المتحدة ووثائق دقيقة لتصحيح الصورة وتوضيح العلاقة التاريخية والقانونية بين الصحراء والمغرب.
يتناول الكتاب دور الجزائر في النزاع، حيث يكشف عن أهدافها الجيوسياسية لا لتقرير المصير، بل لتعزيز نفوذها على حساب المغرب. كما يبين الكتاب كيف تُستخدم فكرة “شعب الصحراء” كأداة لدعم الانفصال، مشيرًا إلى أن معظم سكان مخيمات تندوف ليسوا صحراويين أصليين. ويُنتقد بنيس التحيز الإعلامي الغربي، خاصة في الصحافة الفرنسية التي تدعم الرواية الجزائرية.
الكتاب يعرض كذلك الدور الدبلوماسي للمغرب، ويشير إلى التحول في مواقف الدول الكبرى، مثل الولايات المتحدة وإسبانيا، لصالح الحكم الذاتي. كما يؤكد أهمية الصحراء كمركز للتنمية الأفريقية عبر مشاريع كبرى تعزز دور المغرب الإقليمي.
يرى بنيس أن تحقيق حل للنزاع يتطلب من المجتمع الدولي رؤية موضوعية تتجاوز التحريض الإعلامي، مع احترام الحقوق التاريخية للمغرب في الصحراء.