في ظل الواقع المعقّد الذي نعيشه، تواجه المغرب ثلاث أزمات حادة ومتداخلة. الأزمة الأولى تأتي من الغرب، من خلال الانتخابات الأمريكية، حيث تبرز الشعبوية من جديد مع ترشح دونالد ترامب، ما يهدد بزعزعة الاستقرار العالمي إذا عاد للحكم.
الأزمة الثانية تأتينا من الشمال، إذ كشفت فيضانات فلانسيا بإسبانيا عن ضعف النموذج الإسباني في إدارة الكوارث، رغم كونه يُعتبر نموذجًا في الحكم الذاتي والديمقراطية المحلية. هذا الحدث يذكّرنا بضرورة الاستعداد للأخطار المناخية وتجهيز بنيات تحتية قوية لمواجهتها.
أما الأزمة الثالثة فتطل من الشرق، حيث يلوّح جيراننا الجزائريون بالتصعيد العسكري ويحاولون خلق تكتل إقليمي ضد المغرب. هذه الخطوة تعكس العزلة التي يعيشها النظام الجزائري. ومن هنا، يتعين علينا تقوية تماسكنا الداخلي والعمل على إعادة تونس وموريتانيا إلى الحياد، وتأكيد المصالح المشتركة مع ليبيا.
قدرتنا على مواجهة هذه الأزمات تعتمد على وعينا وتماسكنا في هذا الظرف المعقد.