خلال الحملات الانتخابية الخاصة بالاستحقاقات البرلمانية و الجماعية، عندما تطلع على المطويات التسويقية لبرامج المتنافسين، التي تختزل و تختصر برامجهم في نقط مسترسلة، ينتابك شعور بثقل المسؤولية الملقاة على عواتق برلمانيي المستقبل… برلمانيون قطعوا و عودا و أعطوا عهود و فتحوا الأبواب الموصدة للأمل و التطلعات بشكل علني خلال تجمعاتهم ومجالسهم.. كما قدموا في الكواليس وعودا أخرى لفىات مجتمعية من طينة أخرى.
و بعد ولوج قبة البرلمان.. يختفي البرلمانيون و تختفي معهم البرامج و تتبخر الوعود السياسية و تنسف معها احلام الكتلة الناخبة… و من يتملك منهم الزعامة نراه يطل علينا من خلال نافذة جلسات طرح الأسئلة بقبة البرلمان.. لا يخجل و هو يطرح أسئلة معظمها فارغة المحتوى تهم قضايا متداولة و تدرك الحكومة مفاصلها من خلال الطرح الإعلامي الحارق و المستفز…
يكاد يجزم المتتبع للشأن السياسي بإقليم الرحامنة كنموذج، أن الممارسة السياسية تنحو منحا وفق منحنى تنازلي، تفقد فيه مفاهيمها و مقارباتها المعرفية، و يلعب فيها ما يسمى بالفاعل السياسي دور القاتل الصامت، و القنابل الناسفة لكياناتها و أحزابها السياسية، و تعليق شماعة الإخفاق و النكبة في مرمى الأخرين بشكل مباشر أو غير مباشر.