منذ عقد ونيف من الزمن، و نحن نتابع مسارات بعض الوجوه السياسية بالإقليم… تلك المسارات المتعرجة بين الأداء السياسي و الانخراط الجدي في الفعل الاجتماعي…مسارات تعكس سوى ضعف الأداء السياسي الذي يتحول في مناسبات إلى فعل سياسوي مرفوض و انخراط محتشم في الفعل الاجتماعي مغلف ببروكاندا أحيانا، كأنه فعل جبار، يبتغي أصحابه من وراءه جزاءا و شكورا…
فكل إناء بما فيه ينضح.. في المقابل هناك رجال لا تهمهم تجارة و لا بيع سياسي من وراء استثمارهم للخير و الخيرات ليوم تشخص فيه الأبصار.. الهم الذي يثقل كاهلهم هو العمل بجد و إنقاذ ما يمكن إنقاذه، محركهم في ذلك غريزتهم و فطرتهم السليمة المنبثقة من انتمائهم للقبيلة، ينفقون حتى لا تعلم يمينهم ما أنفقت شمالهم بدون طمع في كرسي أو منصب زائل.. يشتغلون و يقومون بمسؤولياتهم بدون مساحيق تجميلية… و من بين هذه النماذج نسوق نموذجا فريدا و متفردا لابن القبيلة الذي لم ينس مسقطه و أبناء قبيلته، و هو البرلماني عبد اللطيف صنديل، ذلك الشاب المنحدر من عمق الرحامنة الجنوبية، الخبير بمعاناة ساكنتها و هموم شبابها… و بعد تتبع مسار هذا الرجل و استقراء مختلف الأراء و منها حتى من يختلفون معه في الرؤى و التصورات و المرجعية، فالكل يجمعون على أنه رجل استثنائي بكل المقاييس يشتغل في صمت و يبصم بصمته في العمل الاجتماعي بعيدا عن الأضواء الكاشفة، و يؤكدون أن الرجل يترجم الضمير الإنساني في زمن الرويبضة السياسوية…..