ينتابني يوم بعد يوم شعور مرير بالحزن و الأسى و الألم، و أنا أمعن النظر في المناشدات التي يطلقها رواد التواصل الاجتماعي، لحالات مرضية مزمنة تلم ببعض المواطين بإقليم الرحامنة. و تبقى هذه المناشدات تسبح في الفضاء الأزرق إلى أن تتدخل القدرة الإلهية وتحن قلوب المحسنين، أمام الاستجداء و المناشدات، و قد يأتي الفرج في وقته أو متأخرا ليقضي المريض نحبه. و ما يحز في النفس و يجعلنا نفقد الثقة مئات المرات حينما نسمع شعارات فضفاضة، و نسمع عن تنظيمات تتناسل بين الفينة و الأخرى أهدافها رنانة و بريقها لا يكاد يتجاوز قوانينها الأساسية تهتم بالمريض و تدعي صداقته.. و الواقع الذي لا يمكن نكرانه أن أنشطتها تقتصر في أنشطة يمكن أن تقوم بها و تنظمها أي هيئة مدنية.. و قد عجت الرحامنة بحملات طبية سابقة و في حقب مختلفة بهذا النوع من الحملات التي استهدفت المؤسسات التعليمية و القرى و هلم جرا.. لكن الحقيقة المرة التي لا يتقبلها البعض أن هذه الحملات تبقى مناسباتية و دورها محدود جدا، في حين يبقى السؤال المطروح أين تختفي هذه التنظيمات في كثير من المناسبات و حينما يتعلق الأمر بحالات مرضية مزمنة يطلق أصحابها مناشدات تدمي القلوب و تقطع الفؤاد، تستوجب تدخلا عاجلا، بعدما تلفظهم المستشفيات العمومية؟ هنا يجب أن تظهر هذه التنظيمات عن علو كعبها و تصاحب المريض و تبرهن عن صداقتها الحقيقية له و تسانده في جميع المراحل… لا أن تتركه يجابه مصيره في المستشفيات المريضة التي تحتاج إلى علاج من نوع أخر.. ثم يلفظ إلى المجهول… بينما تنظيماتنا تنعم في الدعم و الكرم الحاتمي و تسبح في مياه الأنشطة الروتينية.