أخر الأخبار
الرئيسية » السلايدر » “جيل 2030” : بين التمكين الفعلي والتجديد الشكلي
Visitez Example.com

“جيل 2030” : بين التمكين الفعلي والتجديد الشكلي

 

 

عندما يُعلن عن مبادرة تستهدف الشباب، يتبادر إلى الذهن السؤال: هل نحن أمام تغيير حقيقي في طريقة تسيير الشأن العام، أم أن الأمر لا يتجاوز محاولة لإعادة إنتاج نفس المنظومة بواجهات أكثر شبابًا؟ مبادرة “جيل 2030” التي أطلقها حزب الأصالة والمعاصرة تقدم نفسها كمشروع يهدف إلى تمكين الشباب وإشراكهم في صنع القرار، لكن هذا الطموح يواجه تحديًا جوهريًا: هل تتيح البنية السياسية القائمة للشباب فرصة حقيقية للمساهمة، أم أنهم يظلون مجرد أدوات رمزية يُستدعون عندما يحتاج النظام السياسي إلى تجديد شرعيته؟ إن المشاركة الحقيقية لا تكون منحة تُوزع من فوق، بل نتيجة لإرادة سياسية تعيد النظر في آليات اتخاذ القرار نفسها.

 

وفي ابن جرير، حيث نظم حزب الأصالة والمعاصرة خلوة تنظيمية، ظهرت تلك القواعد التقليدية التي تحكم الحزب على مستوى التنظيم الداخلي، مع هيمنة واضحة من قبل الوجوه القيادية التقليدية، مما يبرز الحقيقة المرة: رغم الوعود التي يُروج لها حول إشراك الشباب، يبقى الفضاء السياسي محصورًا في يد نفس الوجوه التي تتحكم في كل القرارات المهمة. هذا يطرح سؤالًا جوهريًا حول مصداقية المبادرة، التي قد تكون مجرد وسيلة لتجميل الصورة السياسية للحزب دون أن يحدث أي تغيير ملموس في البنية الحقيقية التي تحكمه.

 

إذا كان الحزب جادًا في دعوته، فعليه أولًا أن يراجع بنيته التنظيمية وأن يفتح الأفق أمام الشباب ليكون لهم دور حقيقي في تحديد سياساته. في حالة غياب هذا التمكين الفعلي، تظل “جيل 2030” مجرد عملية تجميلية، لا تُحدث أي تحول حقيقي داخل الحزب أو في المشهد السياسي ككل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *