أخر الأخبار
الرئيسية » السلايدر » “الجولاني والخروج من عباءة الاستبداد: قراءة جديدة في المشهد السوري”
Visitez Example.com

“الجولاني والخروج من عباءة الاستبداد: قراءة جديدة في المشهد السوري”

في ظل تعقيد المشهد السوري الذي امتزج فيه المحلي بالدولي، ظهرت علامات تحوّل قد تبدو غير متوقعة لكنها ذات دلالات عميقة. صورة أحمد الشرع، المعروف بـ”الجولاني”، وهو يعتلي منبر المسجد الأموي في دمشق، تلخص مشهداً لا يقل غرابة عن المشهد العام الذي عاشه السوريون طيلة سنوات الثورة والحرب.

صفقة المصالح الدولية: سوريا بين موسكو وواشنطن

لم يكن التغيير الذي سمح بهذا المشهد مجرد نتيجة لجهود محلية فقط. فالعلاقات الدولية، بخيوطها المتشابكة، لعبت دوراً محورياً. روسيا، التي كانت الداعم الأكبر لنظام الأسد، ضمنت مصالحها عبر اتفاقات مع تركيا، بينما تشير التحليلات إلى صفقة كبرى بين موسكو وإدارة ترامب حينها، تقوم على التنازل عن سوريا في مقابل “خروج مشرّف” من المستنقع الأوكراني. هذه الترتيبات الدولية أكدت مرة أخرى أن سوريا كانت ساحة لتصفية الحسابات أكثر منها صراعاً على سيادة الدولة.

من الاستبداد البعثي إلى استبداد الجهاديين؟

وسط هذا التداخل الدولي، يبقى العامل الداخلي هو المحرك الأهم. فالسوريون، الذين خاضوا معركة طويلة لإزاحة نظام الأسد، يجدون أنفسهم أمام تحدٍ جديد: هل يمكن أن يتحولوا من الاستبداد البعثي إلى استبداد بديل بواجهة دينية؟ أم أنهم تعلموا من التجربة ما يكفي لصياغة مستقبل يضمن حريتهم وكرامتهم؟

إن نجاح الشعب السوري في مواجهة القمع الدموي لنظام الأسد قدّم دروساً بليغة للعالم. لم يكن الصمود مجرد مقاومة للاستبداد، بل كان أيضاً إعادة تعريف لإرادة الشعوب في وجه الطغيان. ورغم محاولات قوى إقليمية ودولية فرض أجنداتها، أثبت السوريون أن إرادتهم هي العنصر الحاسم في صياغة مستقبلهم.

دراما الحرية والكرامة: الأسد في مرآة اللاجئين

أحد أكثر المفارقات إثارةً في هذا الصراع هو المصير الذي لاقاه الأسد نفسه. من حاكم قوي يهيمن على أجهزته الأمنية والمخابراتية، إلى رمز للهرب والعزلة. في المقابل، دفع ملايين السوريين إلى حياة اللجوء، حيث اختاروا الهروب من القمع والمجازفة بحياتهم في رحلة نحو الكرامة.

إحياء الربيع العربي: درس السوريين للعالم

ما أنجزه السوريون لم يقتصر على محاربة الاستبداد، بل أحيى أيضاً مشاعر الربيع العربي الذي حاولت “الثورات المضادة” طمسه. فصورة حاكم متجبر ينهار أمام إرادة شعبه أصبحت رمزاً عالمياً يُلهم الشعوب الأخرى.

إن ما يحدث في سوريا اليوم ليس مجرد فصل في قصة صراع إقليمي أو دولي، بل هو شهادة على قدرة الشعوب على المقاومة والبحث عن الحرية مهما كانت التحديات. السوريون، بما قدموه من تضحيات، لم يحرروا أنفسهم فقط، بل قدموا للعالم نموذجاً يُقتدى به في النضال من أجل الكرامة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *